أخطاء اوباما….والدرس المستفاد من الشرق الاوسط

أخطاء اوباما….والدرس المستفاد من الشرق الاوسط

ترجمة : اماني العبوشي*

رغم نجاحات الولايات المتحدة العسكرية والسياسية، التي تحققت في ظل حكم الرئيس الامريكي باراك اوباما، الا ان هناك ثمة اخطاء سياسية غير متوقعة قد ارتكبت, وادت الى حدوث ثغرات سياسية انعكست على السياسة الخارجية الامريكية و منها تصاعد (الحرب الطائفية )في العراق وبعض البلاد العربية،  فضلاً عن ظهور جماعات مسلحة متطرفة.

لقد تبين ان قرار انسحاب القوات الامريكية من العراق عام 2011  هو خطأ فادح، وضع البلاد على عتبة مرحلة جديدة من التفكيك, بعد ظهور تنظيم “الدولة الاسلامية” وسيطرته على مناطق عديدة، وما يرتكبه من جرائم وحشية، وهذا يدلل على فشل عمل الاستخبارات الامريكية, ما يتطلب الافادة من الدروس السابقة في الحروب التي خاضتها، واعادة تقييم خططها التي تعاني ضعفا وتخبطا في ادارة العديد من الازمات السياسة الخارجية المتعلقة ببعض الدول العربية، التي مرت بظروف سياسية مضطربة ادت الى واقع مؤلم رافق تغيير انظمتها الحاكمة.

وان كانت السياسات التي يتبعها اوباما مبنية على استراتيجيات مدروسة ودقيقة، الا ان نتائجها جاءت سلبية وهذا ما استطعنا ان ندرك عواقبه المتكررة في اكثر من بلد: فاولا كانت ليبيا، وتلاها  ما حصل في افغانستان حيث تكبد الجيش الامريكي بخسائر كبيرة ارهقت الاقتصاد الامريكي ,ومنهاما يتعلق بالملف السوري،اذ فشلت المساعي الامريكية في الوصول الى حل ينهي الصراع الذي ما زال السوريون يعانونه.

ونورد تاليا بعض اخطاء اوباما الكثيرة منذ استلامه رئيسا للولايات المتحدة (2011-2014) نلاحظ ما يلي:

1-  سوء التقدير وقصر النظر في ادارة السياسة الخارجية.

2-  ظهور جماعات جهادية متطرفة جديدة.

3-  اوباما وعد قبل اجراء الانتخابات الامريكية بسحب القوات العسكرية الامريكية من الاراضي العراقية، بشكل نهائي وكان عليه بدلا من الحاق خسائر اثقلت الاقتصاد الامريكي ان تكون هناك بدائل مثل ارسال طائرات حربية  للتقليل من الخسائر البشرية للقوات الامريكية, اذ عند كل هجوم عسكري ينتج خسائر بشرية من الطرفين وهذا ما يدفع الطرف الاخر من تكوين جماعات جديدة مسلحة تقوم بعمليات امنية تزيد من الخسائر .واكبر دليل عل تلك الجماعات ما حصل من ازدياد نفوذ تنظيم القاعدة  في افغانستان و اليمن و غيرها

4-  انجراف اوباما وراء وجهة نظر مستشاريه في البيت الأبيض الأميركي، الذين لم تكن لديهم خبرة في مجال السياسة الخارجية.

5-  بدأ تفكك العراق مع الغزو الامريكي في عام 2003 وتصاعدت الاحداث السياسية، مع انسحاب القوات العسكرية الامريكية في عام 2011، تماما كما يحدث في عدة بلدان العربية ومنها دول “الربيع العربي”.

6-  صحيح ان اوباما نجح في عملية قتل بن لادن، لكنه لم يأخذ بعين الاعتبار عواقب تهديدات تنظيم القاعدة، و عملياتهم الارهابية وازدياد نفوذهم، الذي شكل خطرا على امن الولايات المتحدة وحلفائها .

من الواضح ان البلاد العربية تعيش حالة مروعة وغير آمنه، إذ برزت جماعات اسلامية متطرفة، تمكنت من التربع وتثبيت سيطرتها استراتيجيا, فأبو بكر البغدادي عين نفسه (خليفة للمسلمين) متفوقا على بن لادن،  واصبح رمزا لحشد العديد من منتسبي تنظيم القاعدة في المنطقة تحت لوائه.

ومن هنا فان القرارات التي اتخذها اوباما مؤخرا، ليست بمحلها وتبين لاحقا انها خاطئة فيما يخص العراق, حيث ادى حكم المالكي الى اندلاع حرب طائفية بين السنة والشيعة، وفتحت المجال لظهور (داعش) المتطرفة، التي تمكنت من الاستيلاء على عدة مناطق اغلبها في شمال العراق وتحديدا في المناطق القريبة من مدينة اربيل والموصل،.

وهذا ينطبق على ما يحصل بسوريا عندما تحدى نظام بشار الأسد الثورة الشعبية في عام 2011، وعندما اراد حلفاء واشنطن في التدخل لمنع الأسد من تنفيذ الإبادة الجماعية ضد شعبه، كان موقف اوباما مترددا في اتخاذ قرار للحد من الازمة التي تصاعدت احداثها بشكل مروع، الى ان وصلت جماعة (داعش) ما زاد الامر تعقيدا.

وبالطبع ينطبق نفس الشيء على استمرار دعم واشنطن لحكومة نتنياهو، ففي فلسطين توسع اسرائيل في بناء المستوطنات غير الشرعية، ونفذت هجوما مروعا على غزة انتهى بانتصار حاسم بعد 51 يوما من الصمود الغزيين.

وبالنسبة الى الدرس المستفاد من كل هذه الحوادث فهو  اعتراف الرئيس أوباما الخاص بشأن ليبيا. ففي مقابلة حديثة معه اجرتها  صحيفة نيويورك تايمز، قال أنه كان من الخطأ عدم شن الحرب لإزاحة الراحل القذافي. وبرأيه ان اي دولة يزال عنها غطاء الهيمنة تشهد قلاقل وعدم استقرار, فرحيل صدام حسين فتح ابواب الجحيم الطائفي في العراق, ومقتل بن لادن ادى الى ظهور قادة جهاديين جدد لتولي عباءة تنظيم القاعدة.

لجميع هذه الأسباب، يجب على الولايات المتحدة أن تضمن بديلا عمليا متعدد الأطراف لهيمنتها في الشرق الأوسط.، و ينبغي دعوة أوروبا ودول المنطقة للمشاركة في مواجهة تحديات المنطقة.

http://www.aljazeera.com/indepth/opinion/2014/08/obama-miscalculation-2014825132751476414.html